كلمة رئيس مجلس الإدارة
بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين… وبعد،
فإن المدينة المنورة ليست مجرد مدينة ذات مكانة دينية وتاريخية عالمية، بل هي اليوم أيضًا فضاءٌ واعد لصناعة الفعاليات والمعارض والمؤتمرات والمبادرات المجتمعية التي تسهم في رفع جودة الحياة، وتعزيز الانتماء للمكان، وفتح مسارات جديدة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. ومع هذا الزخم من الفرص، يبرز احتياج واضح إلى جهة أهلية متخصصة تعمل بمنهجية علمية على تنظيم هذا الجهد وتطويره وتمكين العاملين فيه.
من هنا جاءت جمعية روّاد للمبادرات والفعاليات المجتمعية كجمعية أهلية غير ربحية، متخصصة في تنمية قطاع المعارض والمؤتمرات وصناعة الأحداث المجتمعية في المدينة المنورة، لتسدّ فجوة حقيقية في المشهد؛ فجوة تتمثل في الحاجة إلى كيان مهني يجمع بين فهم السياق المحلي للمدينة، والالتزام بالمعايير العالمية في التخطيط والتنظيم وقياس الأثر.
تعتمد الجمعية في عملها على منهجيات علمية في إدارة المشاريع وصناعة الفعاليات، وتستند في برامجها إلى البيانات والدراسات والتحليل، لا إلى الاجتهاد الفردي فقط. فنحن ننظر إلى الحدث ليس بوصفه نشاطًا منفصلًا، بل حلقة في منظومة متكاملة:
تبدأ من تشخيص الاحتياج المجتمعي،
ثم تصميم الفعالية أو المبادرة بما يناسب الفئة المستهدفة،
ثم تنفيذها وتشغيلها وفق معايير واضحة للجودة والسلامة،
وتنتهي بـ قياس الأثر واستخلاص الدروس لتطوير النسخ القادمة.
وتتحرك الجمعية عبر عدد من المسارات الرئيسة، من أهمها:
تنظيم وإدارة الفعاليات والمؤتمرات والمعارض ذات البعد المجتمعي والمهني.
تقديم برامج تأهيل وتدريب متخصصة في صناعة الأحداث، لبناء كوادر وطنية قادرة على إدارة هذا القطاع باحترافية.
تنفيذ دراسات وبحوث حول واقع الفعاليات في المدينة المنورة، وإتاحة نتائجها لصنّاع القرار والجهات الشريكة.
بناء شراكات استراتيجية مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص والقطاع غير الربحي، بما يعزز التكامل وتبادل الخبرات.
تمكين المتطوعين والشباب للمشاركة الفاعلة في تشغيل الفعاليات، ضمن بيئة منظمة وواضحة الحقوق والواجبات.
كما تلتزم جمعية روّاد بأعلى معايير الحوكمة والإفصاح والشفافية، انطلاقًا من قناعتها بأن الثقة المجتمعية لا تُبنى بالشعارات، بل تُبنى من خلال وضوح السياسات، وانتظام التقارير، واحترام الأنظمة والتعليمات المنظمة لعمل القطاع غير الربحي وقطاع الفعاليات في المملكة.
إن تأسيس هذه الجمعية هو استجابة عملية لاحتياج المدينة المنورة إلى كيان متخصص في صناعة الأحداث، قادر على تحويل الأفكار والمبادرات الفردية إلى برامج وفعاليات مؤسسية ذات أثر اجتماعي واقتصادي مستدام، متسقة مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في بناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر وقطاع غير ربحي فاعل.
وأؤكد، بصفتي رئيسًا لمجلس الإدارة، أن جمعية روّاد مفتوحة للتعاون مع كل من يشاركنا الإيمان بأهمية هذا القطاع؛ من جهات حكومية، ومؤسسات خاصة، وجمعيات أهلية، ومجموعات تطوعية، وأفراد لديهم الشغف والاستعداد للمشاركة في صناعة أحداث ترتقي بالمدينة وأهلها وزوارها.
والله ولي التوفيق،
منير محمد سالم شربجي
رئيس مجلس الإدارة
جمعية روّاد للمبادرات والفعاليات المجتمعية