أولًا: ما المقصود بالفعاليات المجتمعية؟
الفعاليات المجتمعية هي أنشطة مخطَّطة تستهدف فئات من المجتمع في بيئة محددة (حديقة، مركز فعّاليات، حيّ سكني، ساحة عامة…)، وتقدَّم فيها برامج ثقافية، ترفيهية، تعليمية، أو تطوعية، تُبنى على احتياجات الناس واهتماماتهم، وليس على البرامج الجاهزة فقط.
ثانيًا: الفعاليات وجودة الحياة
يمكن النظر إلى تأثير الفعاليات على جودة الحياة من عدّة زوايا:
البعد الاجتماعي:
خلق مساحات لقاء بين السكان.
تعزيز الشعور بالأمان والانتماء للمكان.
تشجيع العمل التطوعي والعمل الجماعي.
البعد الثقافي والمعرفي:
نشر الفنون والثقافة المحلية.
إتاحة فرص للتعلّم غير الرسمي (ورش، تجارب تفاعلية).
إبراز المواهب الشابة وإعطاؤها منصة للظهور.
البعد الاقتصادي:
تنشيط المحلات والمتاجر المحيطة بمواقع الفعاليات.
خلق فرص مؤقتة لمقدّمي الخدمات والمنتجات المحلية.
دعم روّاد الأعمال في قطاعات الإبداع، الضيافة، والترفيه.
ثالثًا: خصائص الفعالية المجتمعية الفعّالة
لكي تحقق الفعالية المجتمعية أثرًا حقيقيًا، يجب أن تتوفر فيها مجموعة من الخصائص، من أبرزها:
ارتباطها باحتياج حقيقي:
الفعالية الجيدة تجيب عن سؤال: ما المشكلة أو الفجوة أو الفرصة التي نخدمها في هذا الحي أو هذه الشريحة؟
وضوح الفئة المستهدفة:
فعالية للعائلات تختلف عن فعالية للشباب أو للأطفال، من حيث المحتوى، اللغة، الأنشطة، ووقت التنفيذ.
تصميم تجربة متكاملة للزائر:
تشمل سهولة الوصول، تنظيم الدخول، وضوح المسارات، جودة الأنشطة، والهوية البصرية للمكان.
تنظيم احترافي مع حسّ مجتمعي:
مزيج بين الإدارة الجيدة (الوقت، الموارد، الأمن والسلامة) والروح المجتمعية (الترحيب، البساطة، المساحة للحوار).
قياس الأثر والتعلّم:
جمع بيانات عن الحضور، رضا الزوار، المقترحات، ومن ثم تطوير الفعاليات القادمة بناءً على هذه المعطيات.
رابعًا: دور الجمعيات الأهلية في هذا المجال
تمثل الجمعيات الأهلية المتخصصة في الفعاليات حلقة وصل بين المجتمع والجهات الحكومية والقطاع الخاص، فهي:
تفهم احتياجات المجتمع عن قرب.
تمتلك المرونة لتجربة نماذج جديدة للفعاليات.
يمكنها بناء شراكات متنوعة لتمويل الأحداث وتشغيلها.
خاتمة
الفعاليات المجتمعية ليست مجرد «نشاط جميل»، بل أداة استراتيجية لتحسين جودة الحياة، وبناء مدن نابضة بالتفاعل والفرص. وعندما تُدار الفعاليات بمنهجية علمية، وتُربط برؤية تنموية واضحة، تتحول من مناسبة عابرة إلى جزء من ذاكرة المكان ومسار تطوره.